عنوان المحاضرة: الإعلام الزينبي
الإعلام الحسيني: البرنامج الإعلامي الذي وُجد عند الحسين (ع) (كيف خاطب الناس والأعداء – شعارات ووصايا).
المنبر الحسيني أيضًا يعتبر ضمن الإعلام الحسيني ويعتمد على كيفية طرح القضية.
الإعلام الزينبي: الإعلام القاتل للأعداء (المقاتلة والمحاربة بالكلمات، لا بالرماح والسيوف)، ولذلك فقد كانت كلمات العقيلة (ع) أقوى من السيوف.
لذلك قال سعيد بن العاص الأشدق الأموي ليزيد بن معاوية:
إن كانت لك حاجة في المدينة، أخرج منها زينب بنت علي، لأنها قادرة على سحب البساط من تحتك.
أقسام الإعلام الزينبي:
١. إعلام صامت
٢. إعلام ناطق
١. الإعلام الصامت (المرئي):
موجود في روايات أهل البيت بشكل عام وبكثرة.
مثال: رواية الإمام الصادق (ع):
كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية.
– وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ١ – الصفحة ٧٦
الإعلام المرئي: الذي يُرى بالفعل.
من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
– وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ١٦ – الصفحة ١٥١
اليهود: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟ البقرة – ٤٤.
رأى الرسول (ص) في المعارج أناسًا في النار معلقين بألسنتهم وهم خطباء الأمة الذين يقولون ما لا يفعلون.
أمير المؤمنين موصيا الحسن: وأمر بالمعروف تكن من أهله.
– وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ١٦ – الصفحة ١٥٠
البعد الإعلامي الصامت للسيدة زينب (ع) في المدينة المنورة:
البكاء .. حيث كان الناس يجتمعون حولها ويبكون (وسلاحه البكاء).
يقال في منزل السجاد .. ويقال في البقيع
هناك دلالات سياسية للبكاء:
إن شيوخ المدينة قد تأذوا من بكاء فاطمة
وهي بنت تبكي على أبيها وهو خير الخلق، فأين المشكلة؟
المشكلة هي أنهم يعلمون أنها تشير ببكائها عليهم!
لذلك اضطر أمير المؤمنين بأن يبني للزهراء بيت الأحزان خارج المدينة لأنهم قد طردوها برسالتهم ( إما أن تبكي ليلا أو نهارا).
كما حدث في سيرة النبي يعقوب
كان يبكي طيلة فترة غياب يوسف، وكان تصرفه لغرض معين، وهو الإشارة لأبنائه أنهم هم المجرمون الفاعلون.
الإمام زين العابدين (ع) بكى على والده طول عمره (إعلام صامت أو مرئي)
والعدو الذي اقترف الجريمة يفهم الرسالة جيدًا.
ولذلك أُخرجت السيدة زينب من المدينة وماتت في الغربة، لأنها كانت تؤلب الناس على يزيد لعنه الله.
سُئلت السيدة زينب: أين تريدين الذهاب للإقامة؟ فقالت إلى راوية في دمشق (مرقدها المعروف في سوريا)، لأن أهلها في رحلة السبي قد ناصروا نساء العترة.
كانت تخطب في المدينة وتقيم مجالس كثيرة،
بعضها يقتصر على البكاء، وبعضها يحتوي رثاءً وخطبا،
ولكن للأسف لم تصلنا هذه الخطب.
الخطب التي وصلتنا:
خطبة الكوفة وخطبة الشام
(قتل بالكلمة وإعلام ثوري، إذ حسستهم بخيانتهم وتقصيرهم فأخذوا يبكون).
خطبة الكوفة:
عاشت في الكوفة وتفهم المجتمع الكوفي فخاطبتهم بما يؤثر فيهم.
خطبة الشام:
حينما مضت للشام اعتمدت على الإعلام الصادم لأن أهل الشام يعتقدون أن جيش الحسين من الخوارج.
روي عن فاطمة بنت علي (عليه السلام)، أنها قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا أول شئ وألطفنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية. يعنيني، وكنت جارية وضيئة، فأرعبت وفرقت (1)، وظننت أنه يفعل ذلك، فأخذت بثياب أختي، وهي أكبر مني وأعقل، فقالت: كذبت والله ولعنت، ما ذاك لك ولا له.
فغضب يزيد (لعنه الله) فقال: بل كذبت والله، لو شئت لفعلته. قالت: لا والله، ما جعل الله ذلك لك، إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا. فغضب يزيد (لعنه الله)، ثم قال: إياي تستقبلين بهذا؟! إنما خرج من الدين أبوك وأخوك. فقالت: بدين الله ودين أخي وأبي وجدي اهتديت أنت وجدك وأبوك. قال: كذبت يا عدوة الله. قالت: أمير يشتم ظالما ويقهر بسلطانه.
قالت: فكأنه (لعنه الله) استحيى فسكت، فأعاد الشامي (لعنه الله) فقال يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية. فقال له: اغرب (2)، وهب الله لك حتفا قاضيا (3).
– الأمالي – الشيخ الصدوق – الصفحة ٢٣١
بدين أبي اهتديت إن كنت اهتديت (صدمة لأهل الشام)!
وقد تعاملت أيضًا بأسلوب الصدمة مع ابن مرجانة
فقد جمع أتباعه في القصر وظن أنه يحرج العقيلة
فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأصحاب أخيك؟
فقالت ما رأيت إلا جميلا (مستوى عقائدي)
وهؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج (الغلبة والنصر) يومئذ، ثكلتك أمك يابن مرجانة (لم تصرح بمساوئ أمه بل ذكرتها بالاسم وذكّرته بأصله وقذارته).
كان الإعلام الزينبي موثقًا أيضًا إذ وثقت في خطبها مظلومية أهل البيت وظلم الأعداء.
وفي الختام، ينوه الخطيب بحاجة المجتمع لطرح نماذج إعلامية للمرأة
السيدة الزهراء – السيدة خديجة – السيدة زينب – السيدة سكينة – السيدة أم البنين.