ملخَّص محاضرة سماحة السيّد محيي الدّين المشعل
التوظيف والاستثمار السليمين لعاشوراء
الوقفة الأولى: الآية الكريمة عن الحج
نص الآية:
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾
شرح وتفسير:
1. “يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر”:
• “رجالاً”: أي مشاة، يأتون سيرًا على الأقدام.
• “ضامر”: الدابة النحيفة الرشيقة سريعة الحركة، أي يأتون راكبين من أماكن بعيدة.
2. “من كل فج عميق”:
• أي من كل مكان بعيد، مما يشير إلى عالمية الدعوة وشمولية موسم الحج.
3. “ليشهدوا منافع لهم”:
• قُدّمت المنافع على ذكر الله في الترتيب القرآني، وليس تفضيلًا لها على الذكر، بل لطمأنة الحجاج أن الاستفادة بالمنافع الدنيوية (مثل التجارة) لا تتعارض مع نية العبادة.
• كثير من الناس قد يتضايق من المتاجرة خلال موسم العبادة، لكن الآية تبين أنه لا بأس من الانتفاع والتجارة في هذا الموسم الشريف، بل هو من المنافع المشروعة.
4. الرواية عن الإمام الرضا (ع):
• «أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا»، قيل له: كيف نحيي أمركم؟ قال: “بتعلم علومنا وتعليمها للناس، فإذا عرف الناس محاسن كلامنا اتبعونا”.
• نتيجتان أساسيتان:
• من يُحيي أمرهم يُغمر بالرحمة الإلهية.
• من يُبلَّغ بالعلم يُوفَّق للتعرف على فقه وعقائد وأخلاق أهل البيت، وهذا توفيق كبير
——————————————————
الوقفة الثانية: مناقشة موسم عاشوراء اليوم – الاستثمار والتوظيف
١- ماذا نقصد بالاستثمار والتوظيف
المقصود بهما هو الاستفادة المثلى من الموارد المرتبطة بموسم عاشوراء، مثل:
• المؤسسات الدينية
• المنبر الحسيني
• الموارد المالية
• الشعائر والممارسات الميدانية
المطلوب أن لا تكون هذه الممارسات عشوائية، بل مدروسة وموجهة توجيهًا هادفًا
٢- الطرح على المنبر الحسيني
ينبغي أن لا يُختزل موسم عاشوراء في البكاء فقط، بل:
• نطرح العقيدة التي نستلهمها من القرآن الكريم ومن فكر أهل البيت.
• نعرض سيرهم ومواقفهم السياسية، ما دامت مرتبطة بجوهر نهضتهم ومبادئهم.
مثال من سيرة الإمام الكاظم عليه السلام:
جاء في الرواية أن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال لصفوان الجمال:
“كل شيء فيك حسن، إلا كراءك جمالك لهذا الفاجر.”
قال صفوان: يا سيدي، أكريتها للحج والعمرة فقط.
فقال الإمام: “أعلم، لكنك تحب بقاءه حتى يُوفي لك كراءك، ومن أحب بقاءهم فهو منهم.”
هذا الموقف يعكس رفض الإمام للتعاون مع السلطة الجائرة، حتى لو كان بشكل غير مباشر.
وهكذا، نُدرك أن المنبر الحسيني ليس فقط لنقل المأساة، بل أيضًا لطرح مبادئ مدرسة أهل البيت، ومنها رفض الظالمين بكل أشكالهم
٣- الاطعام
الإطعام من الأعمال المحبوبة والمندوبة، وله جذور في الروايات الشريفة، لكن لا بد من وقفة تأمل:
• هل كل هذا الإطعام اليوم يُحقق غايته؟
• ألا يدخل قسم كبير منه في دائرة الإسراف والتبذير؟
• هل تبقى البركة إذا كان كثير من الطعام يُرمى في النفايات؟
ملاحظات واقعية:
• نرى كميات كبيرة من الطعام تُطهى في يوم واحد.
• يُوزّع الطعام أحيانًا بلا تنظيم أو تخطيط.
• في حالات كثيرة، يُهدر الطعام أو يُستهلك بلا حاجة حقيقية.
بدائل عملية للتوظيف الأفضل:
• توزيع المواد الغذائية غير المطبوخة على عوائل محتاجة، فيأكلون منها شهرًا بدل يوم.
• كفالة يتيم أو مساعدة شاب فقير في الزواج.
• دعم طالب علم أو مساعدة مريض يحتاج إلى علاج مكلف.
• تأهيل مشاريع خيرية مستدامة باسم الإمام الحسين عليه السلام
لا نقول ان الاطعام غير جيد ولكن يجب ان يقدم بطريقة مدروسة واكثر تنظيماً