ملخَّص محاضرة سماحة السيّد محيي الدّين المشعل
الليلة السابعة من المحرَّم الحرام 1447 هـ
{ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢١٦]
بدأ سماحة السيد محاضرته بالآية السابقة، وكان حديثه يدور حول محورين:
١- العقيدة القتالية في القرآن الكريم
٢- كربلاء أنموذجًا.
بعدها وضح سماحته المقصود بالعقيدة القتالية، وبين أنها تعد فرعًا من فروع علم النفس، وقد أشار إلى الفرق بين علم النفس القتالي ( وهو المرتبط بالمقاتلين )، وعلم النفس العسكري ( وهو المرتبط بالعسكر وما ينبغي أن يُحقَّقَ لهم )، وعلم النفس الحربي ( وهو يشمل المدنيين في حاجاتهم ).
أشار سماحة السيد إلى أن علم النفس القتالي يُسمَّى أيضًا بالعقيدة العسكرية، حيث توجد معتقدات ومرتكزات في نفس المقاتل يتحرك على ضوئها، وقد أشارت إليها بعض الآيات في القرآن الكريم.
بعدها توقف سماحته عند بعض الآيات التي يستنبط منها العقيدة القتالية، منها:
١- { كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢١٦]، حيث تشير الآية الكريمة إلى أن القتال أمر قاس تكرهه النفس، إلا أن الإنسان يكره – في بعض الإحيان – ما فيه الخير له، ومن هذا المنطلق يذهب المؤمن المقاتل للقتال حاملًا عقيدة التسليم.
٢- { وَقَـٰتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٩٠]، وهنا إشارة إلى أن القتال لا يكون إلا في سبيل الله تعالى دائمًا.
٣- { وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ١٠]، { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ }[سُورَةُ مُحَمَّدٍ: ٧]، { وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }[سُورَةُ الرُّومِ: ٤٧]، تشير الآيات السابقة إلى أن النصر يكون من عند الله سبحانه وتعالى دائمًا.
٤- { قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَاۤ إِلَّاۤ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَیَیۡنِۖ }[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٥٢]، المؤمن المقاتل في سبيل الله لا توجد في قاموسه الهزيمة، لأن كلمة الله تعالى هي العليا دائمًا.
٥- { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن یَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَـٰبِرُونَ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ وَإِن یَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةࣱ یَغۡلِبُوۤا۟ أَلۡفࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٦٥]، فالمؤمن المقاتل في سبيل الله تعالى يضاهي ١٠ من أعدائه.
اختتم سماحة السيد محاضرته بتسليط الضوء على نماذج مما يحمله الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره من عقيدة قتالية في كربلاء.