ملخَّص محاضرة سماحة السيّد محيي الدّين المشعل
الليلة الثانية من المحرَّم الحرام 1447 هـ
[العلاقة مع الإمام الحسين عليه السلام]
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
الأنبياء – 107
المدخل:
الحديث حول تجلّي صفة (الواسع) -وهي من الصفات الإلهيَّة- في الإمام الحسين عليه السلام، فكما أنَّ الآية السابقة في حقّ النبيّ تبيّن أنَّ رحمته تشمل كلَّ العوالم وهي مظهر لصفة (الواسع) الذي لا يحدُّه حدٌّ، فإنَّنا نقف هذه الليلة عند تجلّي هذه الصفة نفسها عند الإمام الحسين (ع).
وسنقسِّمُ البحث وفق علاقة أهل الأديان بالإمام الحسين (ع).
الفئة الأولى: اللادينيّين/ الملاحدة:
o كثير من هؤلاء ارتبطوا بالعلاقة مع الإمام الحسين (ع) ولهم كلمات وأقوال.
o ولهذه العلاقة عدة عوامل:
1. العامل الأخلاقيّ: وقد ضرب الإمام أروع الأمثلة الأخلاقيَّة.
– من ذلك قضيّته مع الحُرِّ الرياحيّ إذ سقاه وجيشَه الماء، قبِلَ توبته يوم عاشوراء، برغم ما فعله من الجعجعة بجيش الحسين ومحاولته أسره.
– ومن ذلك أخلاقه مع أصحابه واستشارته إيَّاهم برغم كونه معصومًا، وهذا تأُّلقٌ أخلاقيّ.
– ومن ذلك خطاباته التي تتميُّز بالرقّة الأخلاقيَّة، وهذا قليلٌ ما يحدث عند الثوَّار، وهذا نلاحظه في وصيته لمحمد ابن الحنفيَّة (لم أخرج أشرًا ولا بطرًا… فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ومن ردَّ عليَّ أصبر).
– ومن ذلك أنَّه لم يجبر أحدًا، وقد خيَّر مَن معه بالبقاء أو الرحيل بعد وصول خبر استشهاد مسلم بن عقيل.
2. عامل الصدق: فقد رفع الإمام الحسين شعارات وضحّى من أجلها.
– لو لم يكن صادقًا لما ضحّى من أجل هذه الشعارات والقيم ولما حمل أهله معه.
– رفض الظلم مبدأ أساسيّ في مدرسة أهل البيت وهذا يظهر في كلمات الإمام (ع).
3. عامل الحوار والنقاش الهادئ:
– هذا يظهر في موقفه مثلًا عندما استدعاه والي المدينة ليطلب منه البيعة قسرًا، فقد أوضح موقفه بأنّه سيمضي إليه ويطالبه بحقّه، أي أنَّه سيحاوره، وهذا ما حدث. إذن كان الحسين (ع) محاورًا هادئًا يمتصُّ الأزمة.
– وكذلك في حواراته مع جيش ابن سعد (إنِّي لم آتيكم إلَّا بعد أن جاءتني كتبكم، فإن كنتم لمقدمي كارهين رجعتُ من حيث أتيت). هذا مثالٌ على الخطاب الرقيق.
4. عامل المظلوميَّة:
– لم تبلغ لمظلوميَّة الحسين (ع) مظلوميَّة أخرى.
– ولذا نجد أنَّ أتباع مدرسة أهل البيت قد تعلّموا منهم هذا المبدأ فهم لا يتحمَّلون وقوع الظلم على أحدٍ مهما كان دينه ومذهبه، بعكس من يشمتون بمن يختلف معهم.
5. عامل الإصلاح:
– وهوهدف ينشده الجميع، وقد كان شعارًا بارزًا من شعارات الإمام الحسين (الإصلاح في أمَّة جدّي).
الفئة الثانية: ذوو الأديان:
وهؤلاء يرتبطون بالحسين (ع) من خلال أديانهم.
فأهل الكتاب قد ورد ذكرٌ للحسين في كتبهم (التوراة والإنجيل) على شكل رموزٍ وإشارات وإن حاول بعضهم صرفها إلى تفسيرات أخرى.
من تلك الإشارات:
– (وللسيّد ربِّ الجنود ذبيحةٌ على شاطئ الفرات). الباحثون المنصفون يرون أنَّ الفرد الوحيد الذي تنطبق عليه هذه الإشارة هو الإمام الحسين.
– (فتنفتح السماوات فيهبط منها رجلٌ على حصانٍ أبيض وعليه قميصٌ ملطَّخٌ بالدّم يطلبُ ثأرًا). وهذه إشارة إلة طلب الإمام الحجّة ثأمر جدّه الحسين (ع).
ولذا نجد كثيرًا من النصارى قد تكلّموا عن الحسين (ع) وكتبوا كتبًا في الحسين وتأثَّروا به.
*📍مأتم الجمعية الحسينية – النويدرات*
*Instagram: @aljameya*
*Youtube:@jameyaorg
Fliker:@aljameya*
*Whatsapp: 33199510*
*SoundCloud : Nuwaidrat*
*website :Jameya.net*
⭕ *المركز الإعلامي – مأتم الجمعية الحسينية*
#مأتم_الجمعية_الحسينية #النويدرات #البحرين #المنامة #الإمام_الحسين #كربلاء #محرم محرم_1447 #ياحسين #عاشوراء #عاشوراء_البحرين