مُحاضَرةُ ليلةِ الأولى من مُحَرَّم 1447هـ بِعُنْوان (عاشوراء في وجدان الأمة)
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحسين تجل لصفات الله وأسمائه)
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾
آيات القرآن هي تجل لصفاة الله سبحانه وتعالى سواء كانت تحوي اسماءه صراحة او بشكل ضمني , اجمالا لو وضعنا ايدينا على اي آية من آيات الكتاب فإنها تربطنا بالله سبحانه وتعالى
والتجلي هو الظهور والوضوح والتبين مثال : ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾
وعن امير المؤمنين وقد تجلى سبحانه لخلقه في كتابه، ولكن لا يبصرونه ببصر العيان، ولا يخالطونه عن طريق المشاهدة، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان
كما ان القرآن وهو الثقل الاكبر تجل لصفاة الله فإن الحسين تجل لهذه الصفات والاسماء
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ﴾…
الانسان الخليفة يجب ان يكون جامعا لصفات الله عز وجل وكلما اقترب من هذه الصفاة كان احق بالخلافة والرسول (ص) اكمل الخلق وفيه تجلت هذه الصفات والحسين امتداد لهذا النور
كربلاء في وجدان الامة :
ثورة الحسين ثورة تجاوزت حدود الطوائف والاديان .
خلود الامام الحسين عليه السلام هي تجل لصفة الخلود والدوام لله سبحانه وتعالى .
بينما استهدف الرسول وأمير المؤمنين والحين عليهم السلام بشكل فردي ووجه الامام الحسين (ع) بالإبادة الجماعية في كربلاء (لا تبقوا لْهل هذا البيت من باقية )
رغم التعتيم الاعلامي ومحاولة قمع بني امية لذكرى الحسين وذكرى كربلاء الا انها خلدت في التاريخ كما قالت سيدتنا زينب في مجلي الدعي (والله لا تمحوا ذكرنا ..)
(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد )
بعض التفاسير تدل على ان النصر في الحياة الدنيا هو النصر يوم الرجعة وهي عودة بعض الانبياء و الائمة قبل القيامة هناك خلاف في تفاصيلها (من يعود اولا؟ من يشهدها؟) لكنها قضية ثابتة في القرآن والروايات .
ورواية عن العسكري يقول فيها ان النصر في الدنيا عبارة عن (و جعل افئدة من الناس
تهوي الينا)