ملخَّص ملخَّص محاضرة الليلة الخامسة
[الحسين والمهديّ]
قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلْطَٰنًا فَلَا يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورًا).
الإسراء – 33
الحديث حول العلاقة بين الإمام الحسين (ع) والإمام صاحب العصر والزمان، في ثلاثة محاور:
1-علاقتنا بالإمام الحسين (ع).
2-علاقتنا بالإمام الحجّة (عج).
3-العلاقة بين الإمام الحسين والإمام الحجّة.
المحور الأول:
يؤمن جميع المسلمين بأنَّ الإمامة من أصول الدين ويختلفون فيمن ينصّب الإمام، حيث نؤمن بأنه اصطفاء إلهي، أما المدارس الأخرى ذهبوا للشورى أو الإجماع أو تنصيب من أهل الحل والعقد.
العلاقة بيننا وبين الأئمة لها جنبتان: (عقائدية، وعملية). في الجانب العقديّ نؤمن أنّهم معيّنون من الله وقد أفاض عليهم نعمًا وكمالات كالعصمة والعلم. أما في الجانب العمليّ فإنّنا نطيعهم بعد أن ثبت لنا بالدليل العقلي والنقلي في الكتاب والسنة أنهم قد منصوص على إمامتهم.
المحور الثاني:
ينبغي تسليط الضوء على ثلاث جهات:
-الجهة الإنسانية: فطرة الإنسان تبحث عن العدل وتُقبّح الظلم، فحتى الظلمة يدّعون أنهم يمارسون العدل. فالإنسانية جمعاء تنحو نحو العدل الشامل، ومن هنا نرى أنّ كل الأديان وكلّ التوجّهات إما تنتظر أشخاصًا مخلّصين أو أنّهم يطرحون مشروعًا مُخلِّصًا.
-الجهة الفلسفيّة (النخبويّ): تتعلق بما طرحه الفلاسفة قبل الميلاد، على غرار المدينة الفاضلة لأفلاطون التي نظّروا لها على أساس أن تصل البشرية فيها إلى مستوى من العدالة وزوال الفوارق والرخاء والأمن والسعادة.
-الجهة الدينيّة: وهو ما يؤمن به جميع المسلمون وهو أنَّ المخلِّص هو الإمام المهديّ، على اختلاف في التفاصيل والجزئيات؛ فنحن نؤمن بوجوده، وهناك غيرنا من يؤمن بأنّه سيولد.
هذا المخلّص محلّ اتفاق بين المسلمين (لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يظهر رجل من ولدي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا..).
هذه الرؤية الدينيّة والقرآنية لاستشراف المستقبل، وهناك عدّة آيات تعبّر عنها، مثل: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله)، وغيرها من الآيات.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّه يجب أن نكون في علاقتنا بالإمام المهدي في حالة إعداد واستعداد ومرابطة لمواجهة الأزمات التي تسبق وتتزامن مع ظهوره.
ويجب أن تكون علاقتنا به علاقة عشق وذوبان وحب، وهذا موجود في الزيارات للأئمة، كما يظهر في دعاء الندبة (إلى متى أحار فيك يا مولاي وإلى متى؟!…) أو في زيارة آل ياسين (السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتُبيِّن،….). تلاحظ السلام على الإمام في كل لحظات وجزئيات حياته.
كما يجب أن نطيع صاحب الزمان عن طريق طاعة الله والانتهاء عن نواهيه.
المحور الثالث:
بشكل عام العلاقة بين الأئمة هي علاقة تكامل (تنوّع أدوار ووحدة هدف) فكل الأئمة في ركب الإصلاح، لذا تجد كلّ الأئمة يؤكدون على زيارة الحسين وحركة الحسين والبكاء عليه وو.
-كذلك الإمام الحجّة في المسار نفسه، كما نجد في زيارة الناحية (لأندبّنك صباحًا ومساءً ولأبكيَّن عليك بدل الدموع دمًا..).
-وفي الأية التي صُدِّرَ بها المجلس نقلها السيد هاشم التوبلانيّ أنَّها نزلت في الحجّة، وهو أنَّ من قُتِل مظلومًا هو الحسين، ووليُّه هو الإمام صاحب الزمان، وهذا أحد أوجه الارتباط بين الإمامين.
-ومن وجوه الارتباط ثقافة الشهادة، فالإمام المهديّ يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر من الجهاد المستمرّ، وهو نموذج حسينيّ كربلائيّ، وهذا المعنى نجده في الأدعية (وقتلًا في سبيلك فوفّق لنا)، (من المستشهدين بين يديه).