بدأ سماحة السيد محاضرته بقوله تعالى : { وَقُلِ ٱعۡمَلُوا۟ فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ }[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠٥].
قُسِّمَتْ المحاضرة إلى قسمَين.
القسم الأوَّل: مفهوم الثقافة الثورية الحسينية.
أشار سماحة السيد في هذا القسم إلى أن الثقافة لابد أن تكون على مستوى المعرفة ومستوى السلوك، حيث الجانب التطبيقي، لذلك يجب على مَن يتبنى الثقافة الثورية الحسينية أن يقرأ ويستنطق ما قرأه بِتَمَثُّلِ مضامينه، كما وضَّح المقصود بالثورة وهو التغيير والإصلاح، وهذا ما أشارت إليه النصوص الواردة عن الإمام الحسين (ع)، منها:
– مِن أوَّل خطاباته نقل عن رسول الله (ص) قوله: ( من رأى منكم حاكمًا ظالمًا ناكثًا لعهد الله محلًا لحرام الله يعمل في عباد الله بالجور والعدوان فلم يغير عليه بقولٍ ولا بفعلٍ كان حقًا على الله أن يدخله مدخله).
– قال الإمام الحسين (ع): ( وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأحلُّوا حرام الله وحرَّموا حلاله وعطَّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأنا أحقُّ مَن غيَّر )
– قال الإمام الحسين (ع) في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية: ( وإني لم أخرج أشِرًا ولا بطِرًا ولا مفسِدًا ولا ظالِمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمَّةِ جدي (ص) )
– قال الإمام الحسين (ع): ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسًا في سلطان ، ولا التماسًا في فضول الحطام، لكن لنرد المعالم من دينك، ولنظهر الإصلاح في بلادك، وليأمن المظلومون من عبادك، وليُعمل بفرائضك وسننك وأحكامك)
القسم الثاني: وقفات استنطاقية.
أشارت الأحاديث المنقولة عن الإمام الحسين (ع) إلى بعض المبادئ والقيم التي تحملها الثورة الحسينية، منها:
– مبدأ التغيير والإصلاح، ويكون الانطلاق في هذا المبدأ من تغيير وإصلاح النفس.
– مبدأ الوضوح والشفافية في الإصلاح، حيث نجد الظالمين في التاريخ يدّعون الإصلاح، ففرعون على سبيل المثال كان يدَّعي بأنه مصلحٌ إلا أن مفهوم الإصلاح عنده بالطريقة التي يريدها وهي الظلم والفساد، بينما الإمام الحسين (ع) قد وَضَّحَ منطلاقات إصلاحه حينما قال: ( أريد أن آمر بالمعروف وأن أنهى عن المنكر وأن أسير بسيرة جدي وأبي).
– مبدأ تقبل الآراء، فعلى الرغم من أنه إمامٌ مفترض الطاعة كان يتقبل الآراء المخالفة له، وهذا ما نجده في قوله (ع): ( فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومَن ردَّ عَلَيَّ أصبر حتى يحكم الله )
اختتم سماحة السيد محاضرته بالإشارة إلى حركة المرأة مع الإمام الحسين (ع)، حيث ذكر توصيات الإمام الحسين (ع) للسيدة زينب (ع) بعد استشهاده، وتطرق إلى مسألة إخراج النساء مع الإمام (ع)، وقد أرجع ذلك إلى عدم رغبة الإمام (ع) في أن يُرتَهَنَّ مِن قِبَلِ الأعداء فيتراجع كما حصل لعمرو بن حنق الخزاعي، وقد يعود السبب أيضًا إلى أن الإمام (ع) أراد للثورة أن تستمر إعلاميًا وتبليغيًا فكان نعم المبلغ والحامل للثورة هُنَّ النساء.