الليلة العاشر محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | الطفولة و الدين

الليلة العاشر محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | الطفولة و الدين

*مُلخَّصُ مُحاضَرةِ ليلةِ العاشِرِ من مُحَرَّم (الطُّفولَةُ والدِّين) *

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَیۡهَا مَلَـٰۤىِٕكَةٌ غِلَاظࣱ شِدَادࣱ لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم ٦]

أجواءُ الآيةِ أجواءُ رهبةٍ وإرعاب تُنَغِّصُ حياةَ الإنسانِ إذا تدبّر فيها.

وقفات:

  • (نار): لفظُ النار دون أوصافها من شأنه أن يفتح باب الإخافة والإرعاب.
  • (وقودها النار والحِجارة) من خصائص النار:
    أ. وقودها الناس (إذا لم أقِ نفسي وأهلي سنكون وقودًا للنار).
    ب. وقودها الحجارة (قيل: الأصنام/ وقيل: حجارة الله أعلم بها، حجارة النار).
  • (لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ): لا يتلقَّون أوامِرَهُم من غير الله (وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ).

الآية تتكلم عن حقٍّ مُغيَّبٍ ومضيّع عند مُنَظَّماتِ حقوقِ الإنسانِ من حقوق الطِّفل وهو حقٌّ بالغُ الأهمِّيَّةِ، وهو حقّ الوقايةِ من النّار.

ذكرتْ مُنَظَّماتُ حقوقِ الإنسانِ حُقوقًا للطِّفل، وقد ضمنتها الآياتُ والرِّوايات، وذلك كحَقِّ الحياةِ وحقِّ التَّربية والتَّعليم وغيرها:

  • ﴿وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡیَةَ إِمۡلَـٰقࣲۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِیَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـࣰٔا كَبِیرࣰا﴾ [الإسراء ٣١]
  • ﴿وَلَا أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ﴾ [الأنعام ١٥١]
  • ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُىِٕلَتۡ﴾ [التكوير ٨]
  • ﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِینَ قَتَلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ﴾ [الأنعام ١٤٠]

عَنْ الصادقِ ع أنهُ قَالَ لَمَّا : ” نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا … ﴾ جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْكِي، وَقَالَ: أَنَا عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِي، كُلِّفْتُ أَهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: حَسْبُكَ أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِمَا تَأْمُرُ بِهِ نَفْسَكَ، وَتَنْهَاهُمْ عَمَّا تَنْهَى عَنْهُ نَفْسَكَ”، جَوابُ النبيّ يُعدُّ منهجًا حضَاريًّا تربَويًّا راقٍ جِدًّا.

ضمن الحسين ع تحقيق الوقاية من النّار لكل من تبعه. وهنا وقفة مع إشكاليَّة اصطحاب الحسين ع الأطفال والنّساء وهو يعلم بما سيصيبهم من قتل وسبي.

الجواب الأول: جوابٌ يقطعُ الإشكالَ لمن يعتقدُ بعصمة الحسينِ ع، وهو أنّ الإمام كان مُمتثِلًا للأمرِ الإلهي: “شاء اللهُ أن يراني قتيلًا، وشاء اللهُ أن يراهُنَّ سبايا”.

الجواب الثاني: جوابٌ عقلِّيٌّ تجريدٌّ

أولًا: أخذ الحسين النِّساء والأطفالَ؛ لأنَّهُ يَعلمُ أنَّ بني أميةَ لا مبدأ ولا إنسانيَّة لهم، فلن يتركوا أحدًا حتّى لو تركهُم في المدينة، واصطحاب الإمام لهم؛ لِيحمِيَهُم ويُدافعَ عنهم، ومن شواهد ذلك قضية ولدي مسلم، وولدي عبدالله بن جعفر، فقد قُتلا وهُما طفلين بعد أن اعتُقِلا بعد واقعة كربلاء. (رصد المُحققون أسماء قتلى الأطفال وأكثرهم من أبناء عقيل)

ثانيًا: أراد الحسين ع إظهار الخطر العظيم المحدق بالدين ويُبيِّنَهُ للأجيال من خلال فضح بني أميَّة وبيانِ سببِ مواجَهتِهم، فإنّهم يريدون إبادةَ الإنسانيةِ إذ لم يُبقوا على أحدٍ من أهل البيتِ صغيرًا ولا كبيرًا، وهذا الخطر الذي يجب مواجهته حتّى بكُلِّ شيءٍ حتّى بالنساءِ والأطفالِ الصِّغَار.

ثالثًا: حديثُنا عن مقاماتِ الحسينِ ع لأنّه لم يبخل بشيءٍ، ولم يترك شيئا إلا جاد به لله، ومع ذلك فقد حقَّقَ لكلِّ مَن معه (شُيوخًا وشبابًا وأطفالًا) الوقاية من النّار، وضمن لهم الجنَّة معه في درجته، فاصطحبَ الأطفالَ ليجعلهم معهُ في أعَلى علّيين.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *