الليلة الثامنة محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | تصفير المشاكل (الأزمات) بين الزوجين

الليلة الثامنة محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | تصفير المشاكل (الأزمات) بين الزوجين

محاضرة الليلة

تصفير المشاكل (الأزمات) بين الزوجين

افتتح سماحة السيّد محيي الدين المشعل محاضرته في الليلة الثامنة بالآية (109) من سورة:

قال تعالى: { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَممَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } التوبة [109]

وقد تضمَّنت المحاضرة محورين: 

▪ المحور الأوَّل: توصيات وتنبيهات

• ليس هناك علاقة تكون المشكلات فيها صفرية، فالمقصود من العنوان هو القدرة على احتواء المشكلات والتعايش معها وحلّها، أو تجميدها في الحدّ الأدنى.

• طرح مثل هذه القضية على المنبر الحسينيّ هو خطوة فقط في سلسلة من الخطوات والبرامج التي ينبغي أن تساهم في حلّ هذه القضايا.

• درج الخطباء على طرح القضيّة زواج القاسم بن الإمام الحسن في الليلة الثامنة، ومن بركات طرح هذه القضية التاريخية استثمارها في طرح القضايا الزوجية والأسرية.

• ما يؤكد أهمية طرج هذه القضايا ظهور الكثير من المهرّجين وغير المختصّين من لا يُطمأنّ له من الذين يتحدثون في مثل هذه القضايا، وبأساليب غير شرعية وغير عقلائيّة.

• هذه المشكلات لها أسباب يجب التعرّف عليها لحلّ المشكلة.

• الدعاء مطلوب لمن يقع في هذه المشكلات ولكنّه لوحده لا يكفي إذا يعمل الإنسان على حلّ أسباب المشكلة.

▪ المحور الثاني: قواعد وأصول من القرآن والسنّة:

وطرح سماحة السيد في المحور الثاني بعض القواعد والأصول المستقاة من القرآن الكريم 

• القاعدة الأولى: الاعتقاد بأن العلاقة الزوجية ارتباط مقدّس

فعن النبي (ص): (من تزوّج فقد أحرز نصف دينه).

وعنه (ص): من أحبّ أن يلقى الله طاهرًا مطهّرًا فليلقَ الله بزوجةٍ).

حيث إنّ هذا الاعتقاد يجعل الإنسان لا يفرّط في هذه العلاقة المقدّسة وتدفعه للسعي على إصلاحها.

• القاعدة الثانية: معرفة أنّ الزواج بناء محبوب في الإسلام.

ففي مضمون الحديث: ما بُنيَ بناء في الإسلام أحبّ من النكاح؛ لأنَّ هذا الزواج والتناكح يحقق أهداف السماء (تناكحوا فإني مباهٍ بكم الأمم).

وبما أنّ الزواج بناء فالآية في صدر البحث تدعو لبناء أيّ بناء على تقوى من الله. ومن هنا نعرف أهميّة الأحاديث التي تدعو إلى تزويج المؤمن ذو الأخلاق والتقوى.

• القاعدة الثالثة: التعامل مع بين الزوجين بالحُسنى.

وهذا ما تفيده الآية (وقولوا للناس حسنًا) فالقول هنا أعمّ من الكلامفهو يشمل الكلام والمعاملة، وكما قال النبي (ص): (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله).

• القاعدة الرابعة: اعتماد الحلول الأخلاقية للمشكلات

فعلى سبيل المثال فإنّ الشرع يعطي الحق القانوني لوليّ المقتول بأن يقتصّ أو يأخذ الديّة أو أن يعفو، وكل هذه الخيارات شرعيّة وقانونيّة، لكنّه يحثّ على الحلّ الأخلاقي (فمن عُفيَ له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان).

وكذلك في قضيّة الطلاق قبل الدخول بالزوجة فإنّ من حقّ الزوج الشرعيّ أن يسترجع نصف المهر، ولكن نجد القرآن يحثّ على الحلّ الأخلاقي بعدم استرجاع شيء من المهر (إن تعفوا أقرب للتقوى).

وكذلك الأمر نفسه في قضية الدَّين.

وهذا ما ينسحب على العلاقة الزوجيّة فالإسلام يحثّ على اتّباع الحلّ والحكم الأخلاقيّ، كما نفهم من الآية (ولا تنسوا الفضل بينكم).

إذن هذه بعض الأصول والقواعد التي إذا التزمنا بها ستسهم في احتواء أو حلّ كثير من هذه الأزمات والقضايا الزوجيّة.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *