الليلة السابعة محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | مشروع الدفاع عن النفس

الليلة السابعة محرم ١٤٤٥ هجرية | عنوان المحاضرة | مشروع الدفاع عن النفس

محاضرة الليلة السابعة

مشروع الدفاع عن الدين

افتتح سماحة السيّد محيي الدين المشعل محاضرته في الليلة السابعة بالآية (35) من سورة آل عمران:

قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِيمُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} آل عمران [35]

ودار الحديث في المحاضرة حول البيوت الرسالية التي أدخلنا القرآن إليها وأطلعنا على ما فيها، ففي القرآن ملحمة مشاريع للدفاع عن الدين.

مشروع الدفاع عن الدين:

مقدّمة:

يجعل القرآن مشروع الدفاع عن الدين من خلال بناء المجموعة الصالحة (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وهذه مشاريع تغييرية تتمثل فيها مسؤولية حمل الدين والحفاظ عليه والدفاع عنه.

أيُّ فكرة عندما تُطرح ينبغي أن تمرّ بمراحل ثلاث: أولًا طرح الفكرة وتوضيحها، وثانيًا إقامة الأدلة عليها، ثالثا: الدفاع عنها ونفي الشبهات عنها. وهذه المشاريع التي تحدّث عنها تنتمي للمستوى الثالث.

عوامل (دواعي) طلب الذريّة:

هناك عوامل متعدّدة لطلب الذريّة عند الإنسان كالحاجة الطبيعية والحاجة النفسية لكلّ إنسان عندما يصل إلى عمر محدد يحتاج إلى هذه الذرية وإلى تكوين أسرة (وقال الذي اشتراه من مصر.. عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا).

وهناك عامل آخر وهو الزينة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)

وهناك عامل آخر وهو الراحة والاطمئنان (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).

وكل هذه العوامل مشروعة ومطلوبة.

وهناك دواعٍ مذمومة كالتفاخر (قال أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا).

طلب الذريّة كمشروع للدفاع عن الدين

وثمّ أوضح سماحة السيّد إلى أنّ القرآن يشير إلى عاملٍ آخر مهم لطلب الذرية في بيوت الأنبياء والأوصياء، وهو عامل الدفاع عن الدين وتبليغه وتحمّل مسؤوليّته، ضاربًا أمثلةً على ذلك:

أولًا بيت النبي إبراهيم (ع):

كان يعيش النبيّ إبراهيم (ع) حالة من طلب تحمل مسؤولية الدين لذريته، لذا كان ابنه إسماعيل مرافقًا له في كل عمله الدينيّ الرسالي وفي بناء البيت، ونحن نقرأ دعاءه في القرآن (.. قال ومن ذريتي)، يعني أنّه يطلب أن تكون له ذريّة تتحمل مسؤولية الدين.

ثانيًا: بيت النبي زكريا (ع):

كان طلب الذرية يمثّل له همّا كبيرًا (إذ نادى ربه نداءً خفيًّا) والنداء الخفي يكون للطلب المهم. (ربّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا ولم أكن بدعائك ربي شقيًا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرًا فهب لي من لدنك وليًا يرثني ويرث آل يعقوب).

كان يحمل همّ الدين من بعده، لأنّ الموالي والحاخامات كانوا يتلبّسون بالدين ويتظاهرون به فقط وهو يخاف على الدين منهم، فكان يريد ذريةً ترثه في تحمّل هذه المسؤولية.

ثالثًا: بيت عمران:

لقد  كان عمران والد مريم عالمًا قد تعلّم من الأنبياء وتحمّل مسؤولية الدين، فلما لحق بربه كانت امرأته حاملًا فنذرت ما في بطنها محرّرا، أي موقوفًا على بيت المقدس، فهي كانت تطمح أن يكون وارث زوجها عمران يتقمّص دور أبيه في تحمّل مسؤولية الدين وتبليغه. 

ولكنّها ولدت بمريم وهي أنثى ولم يكونوا يوقفون الإناث، ولكنّها أصرَّت على وقف مريم.

▪ فهذه بيوت قد بيَّن لنا القرآن الكريم كيف كان همّ أصحابها طلب الذرية من أجل الدين والدفاع عنه.

▪ وهذا ما نجده في بيت أمير المؤمنين (ع) في قصّة زواجه المعروفة من أم البين حين طلب من أخيه عقيل أن يخطب له امرأةً ولدتها الفحولة من العرب لتلد له فارسًا شجاعًا ينصر الدين وأئمة الهدى، وهو ما حصل بولادة العباس (ع) وأخوتهالذين تفانوا في نصرة الدين ونصرة الإمام الحسين (ع).

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *