الليلة العاشرة
آية البحث: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ﴾
– الآية هي آخر سورة الحجر وقد جاءت وما قبلها من الآيات ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ ٩٨ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ ٩٩﴾؛ لتسلية النبي ص.
– أعطت الآيات النبي ص أربع علاجات لضيق الصّدر(التسبيح/ التحميد/ السجود/ مطلق العبادة)؛ لأن ما نزل عليه أمر عظيم.
– الآية لا تختص بالنبي ص بل تعم كل من يصاب بالهم والغم وضيق الصّدر.
ما المقصود باليقين في الآية؟
– اليقين لغة العلم.
– اليقين في المنطق له معنيان:
1. العلم المطابق للواقع الذي يقابل الجهل المركب الذي يعني الجزم مع مخالفة الواقع.
2. اليقين الأخص المطلوب في شروط البرهان، ليست فقط مطابقة للواقع بل لا بد أن تكون عن دليل.
– اليقين في التفاسير:
1. اتفق المفسرون أنّ اليقين هنا (الموت)، واعبد ربك حتى يأتيك الموت.
2. ذهب بعض الصوفية والعرفاء إلى أنّ اليقين هنا (العلم) أي فاعبد ربّك حتى تأتيك إشراقات العلم في قلبك.
لماذا سمي الموت يقيًا؟
لأنّه مجاز مرسل، فقد أطلق اليقين وأراد الموت بوجهين:
1. لكون الموت محلًا لليقين فالموت حقيقة لا يتنكّر لها أحد (الموت حقيقة يقينية)
2. لأنّ الموت إذا حلّ بالإنسان تكشّفت له حقائق ما هو عليه، أي تبدّل عنده الخبر بالعيان والشك بالحقيقة واليقين “قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِی تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَـٰقِیكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ”.
لماذا وُقِّتَتْ عبادة النبي ص باليقين أو الموت؟
– العبادة عمومًا تكليف، والتكليف منوط بالحياة فما إن يموت الإنسان يسقط عنه التكليف. وعليه لا معنى لتقييد العبادة باليقين أو الموت.
– الجواب: الآية في مقام تسلية النبي ص وقدّمت علاجات، فكأن الآية تُلجِئ النبي للاستعانة بهذه العلاجات طول حياته حتى يموت.
كيف تؤثر هذه العلاجات في رفع الهم والغم وعلاج الضيق؟
– بعض المفسرين ذهب إلى أنها تؤثر لأنها كناية عن التوكل على الله، فتأثيرها لأنها تعالج قضية التوكل على الله، فلا أثر لها لولا التوكل.
– هذا الرأي معقول، لكن الراجع للقرآن يجد أن لكل علاج من العلاجات (التسبيح/ التحميد/ السجود/ العبادة) تأثير لوحده.
– فالتسبيح مثلا بنفسه له أثر غيبي عند الله والدليل آيتان في القرآن.
1. “وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبࣰا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَیۡهِ فَنَادَىٰ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ” للتسبيح أثر مثل أثر إحراق النار.
2. ﴿ فَلَوۡلَاۤ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِینَ لَلَبِثَ فِی بَطۡنِهِۦۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ﴾
من هنا نفهم طلب الإمام الحسين ع في عصر التاسع إمهاله سواد ليلة العاشر الذي عللّه في قوله لأبي الفضل العباس ع: “ارجع إليهم واستمهلهم هذه العشية إلى غد لعلَّنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار “.
لمتابعة التغطية المصورة 👇🏻
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.5723623441029750&type=3
🔺 المركز الإعلامي | مأتم الجمعية الحسينية 🔺
https://www.instagram.com/p/ChCApoQLuxX/?igshid=MDJmNzVkMjY=