“و من يطع الله والرسول ”
خلاصة المحاضرة السابقة
– معنى الصلاح هو اللياقة بوجه
– الصالحون هم أهل اللياقة لنعم الله عز وجل.
إشكال: تقول في عرفنا: إنسان صالح أي متقٍ، ويسير على الطريقة السوية ، فكيف يكون معناه اللياقة.
الجواب: الصلاح هو كون الشيء على حد الاعتدال والإنسان الصالح التقي هو الإنسان الجاري وفق خلقته التي خلقه عليها والفطرة (غير خارج عن حد الاعتدال) ولا يتم ذلك إلا ا بالالتزام. والدين الاعتدال. الأنبياء يدعون إلى الاعتدال والفطرة ” فأقم وجهك للدين فطرة الله التي فطر الناس عليها”
المفهوم من معنى الصلاح هو لازم الصلاح .
ذكر في المحاضرة السابقة أن الصلاح على نوعين، معجل ومؤجل .
خصائص الصالحين في الدنيا ( جروا على الفطرة ولم يخرجوا عن حد الاعتدال).
لهم أربعة أمور تميزهم ليكونوا صالحين
١- يختار العمل الصالح
٢- يجري وفق الفطرة السليمة ويبتعد عن الفواحش
٣- ينأى عن الشر
٤– يستجمع الكمالات المعنوية وقمة العبودية
ما النتيجة المترتبة على توافر هذه الخصائص في الإنسان ؟
يتولاه الله سبحانه فيصير من عباده الخاصين . “إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ” ويترتب على ذلك عدة أمور ، منها:
١- تربية الله لهذا العبد، يقول (ص) “أدبني ربي فأحسن أدبي”
٢- يخلصه لنفسه أي: ينسبه إليه.
٣- يسقيه من عين الزلفى وينعم عليه بالرحمات والمواهب.
٤-يحييه حياة طيبة.
ويترتب على ذلك أن الله يصير له الأسباب ويهيئ له الأمور . (الأسباب التي تضعه تنحى والأسباب التي ترفعه تبقى) . وهذه هي الولاية الإلهية كما يقول صاحب الميزان، وهي أن يورد الأسباب للعبد فتكون له أسباب سعادة في الدارين.
مثال : نبي الله يوسف ( من الرمي في الجب إلى الوصول إلى الملك )
ويقول الصادق: ( الحر حر على جميع أحواله فإن نابت له نائبه صبر لها وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره).
الصالح هو الذي اجتمعت فيه هذه الخصائص فصار لائقًا لرحمة الله في الدنيا.
ما العلاقة بين صلاح الدنيا وصلاح الآخرة؟
هناك رأيان:
١ السيد عبد الأعلى السبزواري:
صالح الدنيا لنعمة الله ورحمته صالح في الآخرة
“من حكم عليه بالصلاح في الدنيا فهو صالح في الآخرة”.
٢ صاحب الميزان :
النعمة في الآخرة خاصة، من كان صالحًا لنعمة الله في الدنيا ليس بالضرورة أن يكون صالحًا للنعمة الخاصة بالله في الآخرة.
” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين”
معهم وليس منهم
توجد بعض الآيات التي تبين أن الصلاح من عطاء الله
” وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين”
” ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا من الصالحين”
” وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين”
ولكن الجزاء مقرون بالعمل
” ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا”
الله يشكر للعمل ولكن ليس بالضرورة أن يعطي أصحاب الأعمال الصلاح في الآخرة.
والدليل: الأنبياء صالحون في الدنيا ومنهم من قال: ” رب هب لي حكمًا وأدخلني في الصالحين”
فالصلاح في الآخرة ليس راجعًل للعمل.
يقول سبحانه:
” لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ”
ما يشاؤون لأنهم عملوا
ولدنيا مزيد من عطاء الله.
[العمل الصالح يجعل الإنسان رفيقا للصالحين لا منهم]
لماذا طلب الأنبياء الصلاح؟
لماذا طلب إبراهيم الصلاح رغم أن الله عبر عنه بالصالح في الآخرة
” وإنه في الآخرة لمن الصالحين”
الجواب:
توجد عطايا أكثر لأتاس يليقون بها وقز علم أنه توجد مرتبة أعلى من مرتبته فطلب الحصول عليها.
العباس بذل نفسه الحسين (ع ) وضحى.
ولذلك سمي العباس بن علي ((ع)) صالحًا وأعطي جناحين يطير بهما مع الملائكة وهذه رتبة وعطية من الله.
لمتابعة التغطية المصورة 👇🏻
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.5723465107712250&type=3
🔺 المركز الإعلامي | مأتم الجمعية الحسينية 🔺
https://www.instagram.com/p/Cg9Nxzpr7Re/?utm_source=ig_web_copy_link