ملخَّص محاضرة الليلة الخامسة من المحرم
قال تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} المائدة – ٣١
● جوّ الآية:
الآية هي تتمّة لقصّة ابنَيْ آدم (ع) في سورة المائدة فتشرح كيف أن الغراب قد علّم قابيل مواراة أخيه هابيل، كما أنّ الظاهر من الآية السابقة أنّ نفس قابيل هي التي زيّنت له قتل أخيه.
● المعنى الإجماليّ.. وفيه ثلاث نقاط:
• أنّ قابيل لمّا قتل أخاه تركه ولم يواره، ودلالة هذا الترك أنَّ هابيل هو أوَّل ميِّتٍ في الناس، فلم يدري هذا الأخ ماذا يفغل بأخيه المقتول.
• أنَّ الله بعث غرابًا يبحث في الأرض (أي يٌنقّر ويُنقّب). والغراب من طبيعته الحفر، إما لدفن شيء أو استخراجه.
• أنَّ القاتل قابيل لما رأى ذلك من الغراب أبدى الندامة والأسف ونادى على نفسه بالويل، إذ كيف لهذا الطائر الضعيف في قواه الجسمية والعقلية أن يعلّم الإنسان!
● في الآية فائدتان:
سنتناول الليلة الفائدة الأولى، ونرجئ الثانية لليلة القادمة..
•الفائدة الأولى: أنَّ الآية فيها دلالةٌ على أنَّ [تبعيض الطاعة لا يلزم الترك الكليّ لها].
•الشرح:
– الطاعة: الائتمار والانتهاء لأوامر الله ونواهيه، وهي لازمة على الإنسان بحكم العقل.
– الطاعة التبعيضية: طاعة الله في بعض الأوامر ومخالفته في بعضها، أو الانتهاء عن بعض نواهيه وارتكاب بعضها.
– الطاعة الكليّة: هي الالتزام بكل الأوامر والنواهي، وهي المطلوبة شرعًا بحكم العقل.
● إثارة: قد يقول قائلٌ لمن يبعّض في الطاعة: ما فائدة الطاعة التبعيضية؟ إما الإتيان بالطاعة الكلية أو ترك الطاعة كليًّا. (مثال: امرأة مؤمنة تؤدي تؤدي كل الواجبات وتنتهي عن كل المحرمات باستثناء مسألة الحجاب.. من الخطأ أن يقال لها إما أن تتحجبي أو أن تتركي كل الطاعات).
• هذا خطأٌ؛ فلمطلوب شرعًا هي الطاعة الكلية، أمّا المُبعِّض فيُقال له اطِعْ فيما فرّطت به من الأوامر والنواهي، ولا تترك الطاعات التي التزمت بها.
● والدليل على ذلك أمرين:
•أمر عقلائي: بحكم العقل يحكم العقلاء في هذا المورد بلزوم أداء الطاعة المُتخَلَّفِ عنها. (لأنّ لكلّ أمر ونهي عقوبة وجزاء مستقلّ، والعاقل إن كانت عليه عقوبة لا يجعلها عقوبتين بل يسعى لتجنبها).
•أمر معرفي أخلاقي: المعصوم لمّا تكلّم عن الذنوب وآثارها فرض أنّ الذنوب بآثارها ولوازمها تثقل على الإنسان. (بما أنّ لها آثار ولوازم ثقيلة فلا ينبغي زيادة تلك اللوازم والآثار).
● النتيجة: التبعيض في الطاعة لا يلزم الترك الكليّ لها، بل يلزم إصلاح شأن الطاعة المُفرَّط فيها.
• ولكنّ من قتل الحسين (ع) عصى الله، ثم لزمته معصية أخرى برضّ جسد الحسين وبترك دفنه ثلاثة أيام.
• ومن قتل مسلم بل عقيل قد عصى الله، ثم أتبعها بمعصة ثانية وثالثة وو.. برميه من القصر وسحبه في السوق والتمثيل بجسده.
لمتابعة التغطية المصورة 👇🏻
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.5723027344422693&type=3
🔺 المركز الإعلامي | مأتم الجمعية الحسينية 🔺
https://www.instagram.com/p/Cg1Y2piLgT5/?utm_source=ig_web_copy_link