في طور لقاءات “لجنة العزاء”، وجهنا السؤال التالي للأستاذ علي معراج والأستاذ كريم درباس:
س: كيف يمكن لقصيدة الموكب العزائي أن توازن بين الحزن والحماسة؟ وما هي مقومات القصيدة المؤثرة في موكب العزاء؟
أولا: الأستاذ علي معراج:
ج: القصيدة الموكبية في البحرين كانت في ما مضى بسيطة التّركيب سهلة الخطاب، تتخذ من اللّهجة الدّارجة أكثر محطاتها، تعزف على وتر العاطفة وعلى سلاسة الخطاب، تتخذ من اللّحن معبراً للوصول إلى قلوب المستمعين، أما الآن فالقصائد العزائيّة معقدة التّركيب تتشابك فيها الأوزان وتتقاطع في أبياتها القوافي ولا تخلو من أوزان صعبة في إنشاء الشّعر وذات تركيب يرهق الشّاعر، فالفقرات طويلة تستهلك المعنى لتصل إلى منطقة الحشو، ولم نعد نتفاجأ إذا ما رأينا الشّاعر يدمج في أوزانه بين اللّهجة الدّارجة والفصحى في إيصال نصه الشّعري، والمتتبع لبعض قصائد الموكب الحسيني يلمس أحيانا غموضا في طرح الصّور الفنية وما يتصل بها من توظيف الرّمزيّة أو الخطاب المباشر أو التلميح للوصول للفكرة المطروحة.
ثانيًا: الأستاذ كريم درباس:
ج: يمكن للقصيدة العزائية أن توازن بين الحزن والحماسة عن طريق إخراج قصيدة تتسم بالتفجر الإبداعي والاتزان في ملامسة واقع الحياة ومعاناة الناس وإلصاقها بالمناسبة التي أقيمت لأجلها.
ولكي نصل لهذه النتيجة نحتاج إلى مايلي
- اختيار المؤلف الكفء لكتابة هذه القصيدة وكذالك اختيار الرادود المقتدر على تمثيل هذه القصيدة أمام أعين المعزين.
- قرب المؤلف من الرادود ومعرفته بقدراته وطرق أدائه.
- استشعار المعزين أنفسهم للمناسبة وأهميتها، وأن تكون كلمات القصيدة محفزة لهذه المشاعر .
- معرفة المؤلف بالواقع والمصيبة وإيجاد الروابط بينهما .
فإنِ استطاع المؤلفُ والرادود أن يوازنا بين كل هذه الأمور فإنهما بذلك سيصلان لتحقيق المعادلة المرجوة .
وهنا يبرز أمامنا قول الإمام الصادق عليه السلام: “من ذَكَرنا وذُكرنا عنده فخرج من عينه دمعٌ مثل جناح بعوضة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” .