قضية ورأي (1)
في طور لقاءات “لجنة العزاء”، وجهنا السؤال التالي للأستاذ حسن علي كاظم:
س: في رأيكم.. كيف يمكن أن يتكامل المأتم والموكب العزائي؟
ج: تشكل الشعائر الحسينية مرتكزا أساسيا في المذهب الشيعي. لذلك لها طابع خاص ومميز، وممارستها كثيرة ومتنوعة.
ومن أهم تلك الممارسات المآتم ومواكب العزاء، وهما الطابع الأساسي للشعائر الحسينية. لذلك لابد من تكامل هاتين الشعيرتين مع بعضهما البعض، فهما يصبان في مجرى واحد.
المأتم ينطلق منه الوعظ والإرشاد والسيرة والتاريخ والفكر والوعي بأسلوب الخطابة والمحاضرة وفن الإلقاء وكذلك النعي بالشعر.
وأما الموكب فينطلق منه الوعي والتاريخ والسيرة والنعي بالشعر الملحن فقط.
فالمأتم والموكب يحملان الرسالة نفسها لكن يختلفان فقط في الأسلوب حيث المأتم يجمع فنونا أدبية متنوعة الخطابة والمحاضرة والإلقاء والشعر وأما الموكب ينحصر في الشعر الملحن فقط.
فليس هناك تباعد بينهما، أو اختلاف جوهري، مادام هما يؤديان الرسالة نفسها بأسلوب مختلف.
ويمكن أيضا لهما أن يطرحا ويتناولا قضية واحدة مثل كيف أن الحسين نصر الدين بدمه؟ حيث المأتم يطرحها بأسلوب المحاضرة والموكب يطرحها بالشعر الملحن. ومن الواقع أذكر أيضا مثالا على ذلك وهو دور السيدة زينب ع في مسيرة الإمام الحسين ع طرحها الخطباء على المنبر، وكذلك طرحت في المواكب، فالذي حضر المأتم والذي حضر الموكب وصلته الرسالة.
كما أنه لابد أن يكون هناك تنسيق بين المآتم والمواكب في طرح الموضوعات أولا وفي الوقت ثانيا بحيث لا يتعارض خروج الموكب مع قراءة المآتم، حتى يكون الحضور قويا في الشعيرتين.
المآتم والمواكب نهج واحد في مسيرة أبي عبدالله الحسين ع. والحضور فيهما يعطي قوة لهذه المسيرة، فلا يقتصر حضورنا في شعيرة دون أخرى. حتى لا يصيبنا الوهن في هذه المسيرة.
حسن كاظم