الليلة الرابعة من المحرَّم
قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} آل عمران – ١٦٤
● تتضمَّنُ الآية بعضًا من صفات النبي (ص)، وأهمُّها أنَّه من نفس المؤمنين (مِنْ أَنْفُسِهِمْ). ومعنى ذلك على أحد الأقوال: أنَّهم يعرفونه ويعرفون حَسَبَه ونَسَبَه ووصفاته.
فالآية تُقرِّر أنَّ النبيَّ برز في قريشٍ معروفًا مذكورًا، ليس مغمورًا مجهولًا.
•ملاحظة: ليس الغرض من سوق الآية شرحها، وإنَّما التبرُّك والمدخليَّة للبحث.
● موضوع البحث:
هناك بحث مطروح في كتب علم الكلام، خصوصًا المتأخرة منها، حول [أساليب معرفة حقّانيَّة مدَّعي النبوّة].
حيث ذكروا للتدليل على صحّة نبوّة أيِّ نبيٍّ أساليب وطرقًا متعدِّدة، منها:
1- عن طريق تعيين النّبيّ السّابق للّاحق. (كتعيين موسى أخاه هارون).
2- عن طريق المعجزة.
٣ عن طريق جمع القرائن. (وهذا هو موضوع البحث).
● سؤال: ما المقصود بجمع القرائن الدّالّة على نبوّة النبيّ؟ وما نوع هذه القرائن؟
•جمع القرائن: هو جمع شواهد الإثبات أو النفي للنبوّة، فكلّما زادت القرائن والشواهد المثبتة زاد الاطمئنان والقطع بالنبوّة، والعكس صحيح.
فحين يأتي مدّعي النبوّة فإنّه يُصدَّق أو يُكذَّب من خلال جمع القرائن.
• والقرائن على أربعة أنحاء:
1- النحو الأول: الرجوع لتاريخ هذا النبيّ وصفاته وحالته النفسية.
(هل يشهد تاريخه وصفاته واستواؤه النفسي على صدقه؟).
2- النحو الثاني: النظر في خصوص ما جاء به من مضمون.
(هل مضمون دعوته سليم لا ينكره العقلاء والأسوياء أم لا؟).
3- النحو الثالث: النظر في أساليب وطرائق الدعوة.
(هل أساليب الدعوة أخلاقيّة وسليمة أم فيها ما هو غير أخلاقي وغير شريف؟).
4- النحو الرابع: النظر في الأفراد المعتنقين لهذه الدعوة.
(هل هم من الصلحاء العقلاء أم لا؟).
● النتيجة:
أسلوب جمع القرائن هو أسلوبٌ عقلائيٌّ يُمكن استعماله لإثبات دعوة النبوة، ولو طبّقناه على النبي محمد (ص) لوجدنا أنّه قد جُمِعَت له كل؟ُ هذه القرائن.
• وكذلك نقول في شأن الإمام الحسين(ع).. فهو حين خرج في نهضته لم يكن مجهولًا تاريخه، ومضمون دعوته ليس فيها إلّا ما هو حقّ، ولم يلجأ إلا للأساليب الصحيحة الشريفة، وكذلك من اتّبعه واعتنق دعوته ليس فيهم إلا الصلحاء.
• ولكنّه بالرغم من ذلك لم يقبلوا منه وواجهوه بالسيف.
لمتابعة التغطية المصورة 👇🏻
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.5722989317759829&type=3
🔺 المركز الإعلامي | مأتم الجمعية الحسينية 🔺
https://www.instagram.com/p/CgxNIXLrgFM/?utm_source=ig_web_copy_link