الليلة الثالثة محرم
قال تعالى: {وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
البقرة – ٢٠٣
● جوّ الآية:
الآية مرتبطة في سياقها بحجَّ التمتُّع، وهو آخر تشريع نزل في الحج، وبه عُرِفًت معالمُ الدين في الحجّ.
● موضوع البحث في الآية:
[الأيام المعدودات] في الآية هي أيام التشريق (11-12-13 من ذي الحجّة) وهي أيام المبيت بمنى بعد يوم النحر.
وهذا التحديد يُفهَم من قرائن في الآية، ومحدَّدة صراحةً في الروايات الشريفة عن الأئمة.
● المفهوم العام من الآية:
أنَّ الآية حاثّةٌ على الذكر (واذكروا الله) في أيام معدودات، وهي أيام التشريق.
• فائدة لغويّة: لماذا سُمِّيَت هذه الأيام بأيّام التشريق؟
-القول الأول: لأن فيها كان يُشرّق اللحم (يُنشر ليُجَفَّف ويُقدَّد).
-القول الثاني: لأنّ المشركين والوثنيين كانوا في الجاهلية لا يذبحون الهدي إلا بعد شروق الشمس.
● المطلب الأساس في البحث:
– سؤال مطروح: ما الخصوصيّة التي اختصت بها أيام التشريق حتى يطلب الله الذكر فيها بالخصوص، والحال أنَّ الذكر مطلوب في كل مفاصل الحجّ بل الحياة؟
– الجواب:
1- أراد الله أن يُنقَّي الحجّ من شبهة الجاهلية والوثنية.
للتوضيح: من الشبهات المطروحة اليوم أنَّ الحجّ فيه شبهة الوثنية؛ لأنّ مناسكه هي ذاتها التي كان يمارسها الوثنيون الجاهليون.
والردّ على ذلك: هذا اشتباه، حيث إنَّ المناسك في الحجّ وتقديس البيت والكعبة والبُدْن و… ذلك لارتباطها بالله (أي بذكر الله) كما توضح الآية. في حين أنَّ الوثنيّة خضوعٌ للوثن لا إلى الله.
2- أنَّ الذكر هناك أمر تعبُّديّ (فالله أراد منا الإتيان بالذكر عمومًا وبالتكبير خصوصًا في هذه الأيام)؛ لأن التكبير هو الذكر المخصوص في هذه الأيام.
وبمعنى آخر: أراد الله عبادة مخصوصة، لذلك خصّها بأيام معدودات.
● النتيجة المستفادة: الحجّ بأكمله مرتبطٌ بالله في كلّ معالمه، ولا يمكن فهمه دون هذا الربط.
وبسبب هذا الربط فإنّ للحج حُرمة، وللبيت حرمة، ولكنّ بني أميّة قد انتهكوا هذه الحرمة وطردوا إمام الحرم وهو الإمام الحسين من هذا الحرم.
لمتابعة التغطية المصورة 👇🏻
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.5722972111094883&type=3
🔺 المركز الإعلامي | مأتم الجمعية الحسينية 🔺
