رحلة في سفينة الحسين (ع)
الكاتب: المهندس حسين عبدالوهاب آل إسماعيل
في زماننا الحاضر تعددت الوسائل التي يحيي بها موالو أهل البيت عليهم السلام مصاب أبي عبدالله الحسين عليه السلام، فنرى التطور مع تطور الزمان والتنوع بمختلف الأشكال والأنواع في إحياء موسم عاشوراء الحسين فكل الأفكار مقبولة بذاتها في حد الإحياء، ولكن أنوه إلى نقطة بالغة في الأهمية، فلو أتينا إلى أصل الإحياء فسنجد أن أول أسلوب نُعيَ به الإمام عليه السلام هو المسيرة العزائية التي تصدّرها الإمام – زين العابدين – السجاد عليه السلام على مشارف المدينة المنورة عندما كان عائدًا من كربلاء، واستدعى الشعراء من داخل المدينة ودخل ركب أهل البيت نادبًا لاطماً أبي عبدالله على وقع الشعر الحزين.
ونستند على هذه الرواية في التأصيل إلى حالة النعي والندب التي يجب أن يقوم بها الشيعة، وهي أن الأساس الأول للتعزية في مصاب أبي عبدالله الحسين – عليه السلام – هو الموكب العزائي الرثائي الذي أسسه الإمام المعصوم وأصل له ونستفيد كذلك من هذه الحادثة الأهمية البالغة للمشاركة في مواكب العزاء التي سنت من الإمام المعصوم، فالإحياء الأول يكون بالمشاركة في موكب العزاء والتخلف عنه هو تخلف عن ركب الإمام زين العابدين وسنته في ندب أبيه قتيل العبرات …
الآن وفي خضم الاستعدادات الكبيرة التي يقوم به شيعة ومحبو أهل البيت عليهم السلام “الكبير والصغير والمرأة والطفل والشيخ” استعدادًا لدخول موسم عاشوراء الحسين عليه السلام، فإننا نجد الكثير من المحبين يدخلون في استعدادات نفسية ومادية لإحياء مصاب الإمام الحسين عليه السلام، كما أن الاستعدادات لمواكب العزاء من الرواديد والشعراء قائمة، وجموع اللاطمين تتأهب للطم صدورها حزنا وكمدًا على أبي عبدالله الحسين …
هنا ونحن نستعد وندعو للمشاركة في المواكب العزائية في القرية وغيرها، أستذكر قول الصادق والكاظم – عليهما السلام – “شيعتنا كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا علينا” و “كلنا في الفضل سواء إلا علي وشأنه” وما أفهمه وأدعو له انطلاقا من هذين الحديثين الا تحريضًا من الإمامين – عليهما السلام – على الحضور والمشاركة الفاعلة وعدم التخلف عن مواكب العزاء، وأن لا تفرقوا بين أحد منّا – عليهم السلام – في حضور مواكبهم العزائية، كما أن المشاركة في موكب العزاء لا تكون بالمشاركة الاستعراضية التي تخلّ بهيبة الموكب وتحوله إلى “شين” على أهل البيت. فالمحافظة على هذه المواكب وهيبتها ووقارها “كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا” هو تكليفُ كل المشاركين في الموكب العزائي.
فهذه دعوة واضحة ومكتملة الأركان في عدم الإنجرار خلف الأهواء النفسية والبهرجات الفلكلورية في العزاء، كما أن الانضباط الحركي والأخلاقي والديني هو السمة الأبرز التي يجب أن يتحلى بها كل المعزين واللاطمين في المواكب …
كل ما لدينا من عاشوراء …