🔸بقلم: الأستاذ حسن قمبر
لقد ميز الله الحسين – عليه السلام – بثلاث ميزات، الأولى أنه جعل الشفاء في تربته والثانية أنه جعل الدعاء مستجاب تحت قبته والثالثة أنه جعل الأئمة (ع) من ذريته.
فقد ضرب الحسين (ع) أروع صور ومعاني التضحية والعشق من أجل المحبوب في قوله:
إلهي تركت الخلق طرًا في هــواك
وأيتــمت العيال لكي أراك
فــــلو قطـــــعتني في الحب إربـًا
لما مال الفؤاد إلى سـواك.
وفي سبيل تلك التضحية (ع)، قدم الحسين (عليه السلام) أهله، وإخوانه، وأبناءه ونفسه. وأي جودٍ أعظم من هذا! فالجود بالنفس أسمى غاية الجود.
ويعتقدُ البعض أنّ الحسين (عليه السلام) كان يتحركُ بأوامر غيبية مباشرة وإلهام مباشر، نعم لقد كان لديه علم بمصرعه ومصارع أصحابه وأهله وإخوانه وأولاده وسبي نسائه، ولكن مقابل ذلك فإنّ الحسين (ع) سياسي وقيادي محنك، ومخطط حذق، ومنفذ بارع في جميع حركاته، حيث اختار أسمى وأصح وأدق الوسائل والأدوات للإطاحة بملك بني أمية عليهم اللعنة، من أجل إعلاء كلمة الحق، وإبقاء الدين ونصرة المستضعفين، وفي ذلك قالوا:
(الإسلام محمديُ الوجود، حسينيُ البقاء).
ولكن، وبعد كل هذه التضحيات الجسيمة، تخرجُ لك فئاتٌ جاهلة من هذه الأمة لتقول إنّ الحسين قتل بسيف جده، وإنّ يزيد اجتهد فأخطأ وله أجر الاجتهاد! محاولين بذلك طمس أهداف الحسين (ع) وسمو روحه في تفانيه لنصرة دين جده!
والأسفُ كل الأسف عندما نرى أناسًا من أتباع الحسين (ع) يُضعفون هذه الحركة وهذه المواكب التي هي من إحدى أقوى القنوات الحسينية لتوصيل أهداف الحسين ومبادئه من خلال بعض السلوكات الخاطئة والتي بعضها متعمدٌ والآخر منها عن جهل وعدم وعي ودراية مثل:
1- جلوس بعض النساءِ في الطرقات وبقرب المواكب الحسينية.
2- الحساسيات الزائدة بين المواكب.
3- الضحك والكلام الملفت داخل الموكب.
4- الحساسيات اللاواقعية واللاواعية بين جماهير الرواديد.
5- عدم المشاركة واللطم في الموكب العزائي.
ختامًا، أسأل الله تعالى أن يحفظ مواكب الحسين من كلّ سوء، وينصر الإسلام إنه سميع مجيب.