من ركبها نجا
بقلم: الأستاذ عماد عاشور
تعُرف قوة الشعوب بقوة شبابها، ويقاس أثر النجاح بمدى استقبال واحتضان الشباب لأي عمل كان.
وما كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) إلا أنموذجًا يحتذى به في هذا المفهوم.
فلو أمعنا النظر في واقعة الطف لوجدنا أن من أبرز أعلامها ونخبها “الشباب” الذين تقدموا لساحات المنايا حاملين أرواحهم ومهجهم قبل سيوفهم، ومعلنين إباء النفس وعدم الخضوع للذلة والمهانة.
فالحسين بتقديمه لهؤلاء الشباب أضحيات لم يكن من باب العبث وإنما لترسيخ دور الشباب في هذا المفهوم.
فليلة الثامن تحتضن القاسم بن الحسن، والذي لم يبلغ الحلم، حيث استنهض من موقعه طالبًا بذل دمائه للفداء.
ناهيك عن ليلة التاسوعاء الأليمة وكيف قدم أبو عبدالله الحسين (عليه السلام) فلذة كبده الشاب علي الأكبر يخطو على جراح المنون ليلبي نداء الشباب وليسجل أروع ملاحم البطولة.
لهذا فالشباب (أيقونة) القوة والعمل و(أيقونة) التغيير.
ونحن كذلك نمشي على هذه الخطى دافعين بشبابنا في كل المحافل، بما فيها مواكب عزاء أهل البيت (عليهم السلام)، حيث تموج صفوف المعزين مجلجلة عروش الظالمين بتلبيتهم لنداء العقيدة والولاء، فمشاركة الشباب والنشء الصاعد في موكب أهل البيت لَهُوَ العنوان الأبرز في نجاح الثورة الحسينية المباركة، واستمراريتها على مدى هذه العصور.
فواصلوا ولا تتركوا مواكب عزاء أهل البيت مهما حصل، مستمرين في إحيائها طوال العام، وأن لا تقتصر المشاركة في موسم عاشوراء دون غيره من المناسبات.
فالموكب والمأتم ماهو إلا سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك.
أنتم أيها الشباب رمز هيبتنا ودليل قوتنا فبكم تتنصر الأمم وبكم تشد العزائم.