قضية ورأي (7):
في طور لقاءات “لجنة العزاء”، وجهنا السؤال التالي للأستاذ عبدالله الشايب والأستاذ رياض سند:
س: ما الأثر العقائدي والروحي والاجتماعي الذي يضيفه الموكب للمشارك في مسيرته العزائية ؟
أولا: الأستاذ عبدالله الشايب:
الأثر العقائدي يتمثل في ترسيخ الايمان الذي لا يشوبه شك في عدالة القضية الحسينية وتثبيت الثقة في نفوس الموالين لأهل بيت العصمة إذ إن الموكب الحسيني بما يحمل من أهداف وشعارات وأساليب حضارية ذات أبعاد إنسانية وفكرية وعاطفية تعري وتفند الدعوات الظالمة التي تحارب العقيدة الحقة وتوجه ضد الموكب الحسيني.. فوجود الموكب يعني تخليد الثورة الحسينية وتجديدها لتصل للأجيال المتلاحقة فترسخ فيهم العقيدة وتحمل كل المصاعب في الدفاع عنها كما دافع عنها سيد شباب أهل الجنة وقدم الغالي والنفيس ليبقى صوت “الله أكبر” يصدح على المنابر.
أما الأثر الروحي فيتجسد في ما يتركه الموكب من رثاءات البذل والعطاء في جنب الله وحده فتذرف الدموع الصادقة المعبرة عن التأثر القلبي بهول المصاب وفضاعة الجرم المرتكب ضد بضعة النبي الأمر الذي يهيئ ويروض ويربي الروح لعشق الحسين وأنصار الحسين (ع) الذين بذلوا المهج رخيصة في جنب الله وإعلاء كلمة الدين واتخاذهم قدوة في البذل والعطاء في جنب الله.
أما الأثر الاجتماعي فيتمثل في التواصل مع الآخرين في مسيرة الموكب وتفقد بعضهم بعضًا والتعاون فيما بينهم في تنظيم الموكب وتوزيع المهمات وخدمة بعضهم بعضًا داخل الموكب ونبذ الذات والتساوي بين مختلف الطبقات في اللباس الأسود الذي يظهر الحزن والتأثر بالمصاب وحب العمل التطوعي وغرسه في نفوس المعزين والمشاركين في الموكب، والشعور بأنّ الجميع أصحاب مصاب واحد، كل يعزي الآخر ويعظم له الأجر، الجميع يبذل ويعطي بسخاء للموكب.
ثانيا: الأستاذ رياض سند:
تطل علينا في هذه الأيام ذكرى عاشوراء، والتي أحدثت منذ انطلاقتها ثورة على جميع الأصعدة، الأمر الذي مهّد لاستمرارها والسماح بديمومتها على مرّ العصور، على الرغم من محاربتها جهاراً نهاراً وعلى كافة النواحي السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية .
وكما قالت سيدتنا زينب (ع) عندما خاطبت يزيد في مجلسه ( والله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا). ومازالت هذه المحاربات مستمرة ليومنا هذا وإن اختلفت الطرق بتغير الزمن بالطبع .
ومن إرهاصات الثورة المباركة لخامس أهل الكساء خروج المواكب الحسينية التي كانت إلى جنب النعي والمجالس الحسينية جنباً إلى جنب تمر من زمن لآخر، قد تحدث تغيراً بين الفنية والأخرى إلا انها حافظت على هذا الموروث وسيبقى بعدنا تتناقله أجيال بعد أجيال.
إن للمواكب الحسينية أثرا بالغا في ديمومة ما خطه سيد الشهداء بدمه حيث تثبت قوله ( إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) فما تحمله – هذه المواكب – رمزية تمثل تجديد العهد منّا لسيد الشهداء، والذي هو امتداد لأخية السبط المسموم وإمتداد لأمير المؤمنين والذ هو نفس سيد البشر أبي القاسم محمد .
ومن ذلك ركز العلماء الأجلاء على ضرورة استمرار هذه المواكب حفاظا عليها .وهذه ينعكس بطبيعة الحال على الجانب الروحي فالكلمة المؤثرة والصوت العذب بالإضافة لاستشعار المصاب يؤدي لترويض الروح وتدخل الإنسان لحالة من الصفاء.
إن وجود الافراد في المواكب الحسينية تعزز التواصل الاجتماعي الفعال، وتزيل كل ما هو شائب بينهم فتزداد اللحمة وتذوب الفوارق وكذلك يزداد التعارف .