مُحاضَرةُ ليلةِ الحَادِي عَشَر من مُحَرَّم 1446هـ بِعُنْوان(الإعلام الكربلائي)
قال تعالى: “ٱلَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسَـٰلَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا یَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِیبࣰا”
الإعلام لغة: نقل المعلومة أعلنته نقلت له معلومة.
الإعلام اصطلاحًا: صناعة الرأي العام والتأثير عليه وتوجيهه.
الإعلام مفردة وظاهرة اجتماعية، قد توظّف في الخير والشّر.
ينقسم الإعلام بشكل واقعي منذ فجر التاريخ إلى قسمين:
الإعلام الإلهي:
منطلقاته الحق والصدق والإصلاح والتربية والاستقامة، والمنفِّذون له الأنبياء والأولياء والصالحين.
قال تعالى: “مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ”.
إعلام شيطاني:
منطلقاته الكذب والانحراف والتزوير والباطل وكل الرذائل، ودليله قوله تعالى حاكيًا مشهدًا من مشاهد القيامة: ﴿وَقَالَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَمَّا قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَاۤ أَنتُم بِمُصۡرِخِیَّ إِنِّی كَفَرۡتُ بِمَاۤ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ الشيطان يقول أنا ما حملتكم وإنما أغنيتكم وزيّنتُ لكم.
معسكر الشيطان من فجر التاريخ وهم يتلاعبون بالمعلومة كما يشاؤون حتى الكتب السماوية حرفت نصًا وتفسيرًا، وحتى القرآن الذي لم يُحرّف لفظًا حرّفوا معانيه ومضامينه عن أهله وهم أهل البيت ع.
وكذلك كربلاء والإعلام نجد فيها معسكرين، معسكر الحق والرحمن، ومعسكر الباطل والشيطان، ولذلك خطابهم الحسين ع بقوله تعالى: “ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَیۡهِمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِ”.