محاضرة ليلة السابع من محرم 1446
العنوان:علم نفس الثورة الحسينية
علم النفس يدرس سلوك الفرد ويحاول التعرف على مناشئ هذا السلوك للتمكن من القضاء عليه إذ كان سلبيًا أو يقوي مناشئه إذا كان إيجابيًا
السلوك الظاهري له مبدأ نفسي. ومن أمثلة ذلك، الكرم، حيث يذهب الفلاسفة القدماء إلى أن منشأ هذا السلوك مبدأ نفسافي، وهو ما يعبر عنه التربويون المعاصرون بالعقيدة أو الاعتقاد،
ما المبدأ النفساني الذي يحث الكريم على الكرم؟
إذا كان رجلا مؤمنًا، يحركه الوعد الإلهي.
“قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ وَيَقْدِرُ لَهُۥ ۚ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍۢ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥ ۖ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ”
وقول المعصوم: ” من أيقن الخلف جاد بالعطية” و”إذا أملقتم فتاجروا مع الله بالصدقة”.
والبخل أيضا سلوك، وله عقيدة نفسانية يوضحها القرآن: “قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّىٓ إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ قَتُورًا”
فلو يولى الإنسان على خزائن الله لبخل خوف نفادها.
والشجاعة، ميدؤها الإيمان بحياة أخرى وراء الجهاد.
ماذا عن قتلة الحسين؟
الجريمة التي قاموا بها سلوك شاذ، وله مبدأ نفسي، يتمثل في مجموعة العقد، منها:
النقص والخوف
في رواياتنا أن قتلة الأنبياء وأبناء الأنبياء كلهم أبناء زنا.
كتب الأنساب ذكرت أصول الشمر وحرملة وغيرهم من المشاركين في قتل الحسين (ع). فهم أبناء شذوذ وزنا.
وقضية الشذوذ هذه غير مطروحة في كتب علم النفس بل يسمون أبناء الزنا (أطفال ولدوا خارج إطار العلاقة الزوجية).
وكل الجرائم التي قام بها الأوروبيون نتيجة ذلك.
وهم مستمرون في الهبوط أكثر، لذلك يتقبلون الجرائم التي يقومون بها.
_ عامر ناقة صالح: أزرق ابن بغي.
_ قاتل أمير المؤمنين (ابن زنا).
ويقول الحسين (ع): “إن من هوان الدنيا على الله أن يهدى رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل”
إذن، إذا كان الشخص لا يعرف أباه، فهو مستعد إلى القيام بأي جريمة، مهما بلغت بشاعتها.
وفي المقابل، في معسكر الحسين، جانب من التألق فالقاسم عندما سأله الحسين عن الموت، قال: فيك يا عم احلى من العسل (وهذا سلوك)وصل إليه بصلاح الأباء. “إن الله يصلح بصلاح الأب سبعين بطنًا من أبنائه”.
ومن أمثال ذلك أيضًا، زهير بن القين، وغيره. والمبدأ النفساني لذلك واضح:
“عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.”. السيدة زينب عندما أتت إلى الحسين قالت ” اللهم تقبل منا هذا القليل ” فالحسين العظيم يكون قليلاً إذا قدم إلى الله عز وجل .
فهؤلاء عاشوا العبودية الحقيقية لله ومنزلة العبودية هي أرقى المنازل.
والعباس (ع) موصوف بهذه الصفة ” السلام عليك أيها العبد الصالح .”