محاضرة الليلة السادسة
[موقع المرأة في الثورات]
قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
التوبة – 71
الحديث حول موقع المرأة في الثورات، سنستعرض شواهد على ذلك من القرآن ومن سيرة المسلمين وسيرة أهل البيت وكربلاء.
المدخل:
oيجد الباحث اشتراك المرأة في تاريخ الثورات أمر واضح، منذ زمن ما قبل الميلاد، سواءٌ كانت هذه الثورات دينية أو غير دينية، إلى زمننا الحاضر كما شاهدنا في الثورة الإسلامية في إيران وفي الثورات التي حدثت في البلدان العربية مؤخَّرًا.
oالآية التي صُدِّرَ بها البحث تُقرّر مبدأً مجتمعيًا ثوريًّا نحو الإصلاح، فهي تربط الجنسين برابطة الولاية والتي من معانيها النصرة والسلطة، فتريد الآية أن تبيّن أن تكامل المجتمع وتغييره نحو الإصلاح لا بدّ فيه من فرض سلطنةً وهيمنةً لهذين الجنسين على بعضهما البعض في نطاق الأمر بالممعروف والنهي عن المنكر. وهذين الأمرين -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- من مبادئ ثورة الإمام الحسين (أريد أن آمر بالمعروف…). وهذا المبدأ يُشكّل نوعًا من التكامل والاشتراك في العمل التغييريّ.
شواهد على دور المرأة:
oالشاهد الأول: النبي موسى (ع) قاد ثورةً أطاحت بالفراعة، والسؤال هنا من أعدَّ موسى؟ هي أمّه التي تحمّلت حمله في الوقت الذي كانت هناك مراقبة للحوامل وقتل للمواليد الذكور فتحمّلت كلّ ذلك وسلّمت أمرها لله واستجابت للوحي الإلهي حيث وضعته في تابوت وألقته في اليمّ. ثمّ إنَّ أخت موسى كان لها دور آخر في عملية مراقبته حتى وصل إلى القصر واقترحت عليهم أن تجد له مرضعةً. كما أنَّ آسيا امرأة فرعون قد حمت موسى أيضًا عدّة مرّات من القتل.
oالشاهد الثاني: أمّ المؤمنين خديجة زوج النبيّ (ص) حيث ساهمت في ثورته، وقد قال عنها النبيّ: (آمنت بي وقد كفر بي الناس وواستني بأموالها)، فقد قام الإسلام على أخلاق محمد (ص) وسيف علي (ع) وأموال خديجة (ع).
oالشاهد الثالث: فاطمة الزهراء (ع)، حيث أوجدت وربّت أعظم ثائرٍ بعد رسول الله، وهي أيضًا قائدة ثورة، وساهمت في ثورة أبيها، فقد كانت تمسح الدم عن قدميه وتزيل التراب عن رأسه. كما قادت ثورةً بعد وفاة أبيها ووقفت مع إمام زمانها أمير المؤمنين (ع).
oالشاهد الرابع: طوعة التي آوت مسلم بن عقيل فقد ساهمت بهذا الموقف في ثورة الإمام الحسين.
oالشاهد الخامس: دلهم زوج زهير بن القين فقد كان لها دورٌ كبير في دفع زوجها زهير لإجابة دعوة الإمام الحسين والالتحاق به.
oالشاهد السادس: زوجة علي بن مظاهر عندما أراد تحويل رحلها إلى أهلها كي لا تُسبى يوم العاشر فقالت (ما أنصفتني.. أنتم تواسون الرجال ونحن لا نواسي النساء؟!).
oالشاهد السابع: زوجة عبد الله بن عمير الكلبي، فقد رآها زوجها تهمّ بالقتال وهي تقول (إنَّ واعية الحسين كسرت قلبي).
oالشاهد الثامن: فخر المخدَّرات زينب (ع) التي لا تُعدُّ أدوارها ولا تُحصى.