- الليلة الرابعة
(العلماء الصالحون أمناء الرسل)*
بدأ سماحة السيد محاضرته بحديثَين عن الرسول (ص) هما ( العلماء ورثة الأنبياء ) ( الفقهاء أمناء الرُّسُل ما لم يُخالطوا السلطان أو يدخلوا في الدنيا فإذا فعلوا فقد خانوا الرُّسُل فاحذروهم).
وقد بُنِيَتْ المحاضرة على مِحوَرَين.
المحور الأوَّل يتحدث حول تأكيد القرآن الكريم والعترة عليهم السلام على مسألة العِلم، حيث بيّن سماحته مدى أهمية العِلم وارتباط التوحيد بالعِلم لكي يكون التوحيدُ توحيدًا صحيحًا، وهذا ما توضحه الآية القرآنية { فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ } وقد ذكر عددًا من الآيات تدعو للعِلم والعلماء وتحكيم العِلم والعمل به، كما ذكر العديد من الروايات التي تُبَيَّن تركيز أهل البيت عليهم السلام على مسألة طلب العِلم، منها قول الإمام الصادق (ع): ( لو أُتيتُ بشابٍ من شباب الشيعة لم يَتَفَقَّه في الدين أوجعتُ رأسه بالسياط)، كما قُسِّمَ العِلم لعِلم نافع مطلوب وعِلم ضار مرفوض وعِلم لا نافع ولا ضار لا داعي لأن يُتلِفَ الإنسان جهده ووقته فيه.
المحور الثاني اختصَّ بمسؤوليات العلماء وعلاقة الأمة بهم، ويمكن تقسيم مسؤوليات العلماء على مُستَوَيَين، الأوّل هو طلب العِلم والإخلاص في فهمه، والثاني هو التبليغ ونشر العلم صافيًا نقيًا.
وقد ذكر سماحة السيد وظائف العالِم، منها التمكن من إثراء عقول الناس وذلك بالمحاورة والنقاش، وأن يكون قُدوةً.
وعلى الأمة في المقابل أن تَتَقَبّل من العلماء ما لم يخونوا الرُّسُل، وقد أشارت الروايات إلى أن العالِمَ وكيل عن المعصوم، ولذلك على الأمة اتباعهم.
